لقاء المدير العام مع مجلة البيان

لقاء المدير العام مع مجلة البيان

06/02/2025

ما هي التحديات المستجدة التي تواجهها شركات التأمين في منطقة الشرق الأوسط؟


تواجه شركات التأمين العاملة في منطقة الشرق الأوسط العديد من التحديات المستجدة، أبرزها الأوضاع السياسية غير المستقرة في بعض الدول، والتي تؤثر على استثمارات القطاع واستقراره. بالإضافة إلى ذلك، تتزايد مخاطر الكوارث الطبيعية المرتبطة بالتغير المناخي، مما يفرض على شركات التأمين تحديات جديدة تتطلب توفير منتجات تأمينية متخصصة لمواجهة هذه المخاطر. كما أن المنافسة في السوق أصبحت أشد.
أما في السوق الفلسطيني، فهناك تحديات إضافية تتمثل في الظروف الاقتصادية الصعبة وتأثيرها على مختلف قطاعات الأعمال، حيث أدت الحرب المستمرة على قطاع غزة والضفة الغربية إلى فقدان العديد من القطاعات الاقتصادية لمصادر السيولة، مما انعكس سلبًا على قدرة الشركات والأفراد على الوفاء بالتزاماتهم المالية، بما في ذلك التأمين. كما أن القيود المفروضة على الحركة والتجارة تؤثر على نمو السوق المحلي، مما يجعلنا بحاجة إلى سياسات وحلول تأمينية مبتكرة تدعم صمود الشركات والأفراد في ظل هذه التحديات.

كيف تكيفتم مع التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي؟ وما كان تأثيرهما على صناعة التأمين ورضا العملاء؟

نحن في شركة التكافل الفلسطينية للتأمين ندرك أهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع التأمين وتعزيز كفاءة العمليات. لذلك، بدأنا في تطوير بنيتنا الإلكترونية لتكون متوافقة مع الأنظمة والبرامج المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، مما يتيح لنا القدرة على تحليل المخاطر وتقديم خدمات أكثر دقة وكفاءة. كما قمنا بتطوير أنظمة إلكترونية تُسهّل على العملاء تقديم مطالباتهم ومتابعتها، مما ساهم في تسريع الإجراءات وتعزيز مستوى رضا المتكافلين.

هل تؤيدون إنشاء مجمع عربي لتأمين الكوارث الطبيعية في المنطقة؟

نحن نؤيد بشدة إنشاء مجمع عربي مشترك لتأمين الكوارث الطبيعية. هذا النوع من التعاون الإقليمي سيساعد على تقاسم المخاطر بين الدول العربية، مما يسهم في تقليل العبء على شركات التأمين المحلية عند وقوع كوارث كبرى. كما يمكن لهذا المجمع تعزيز الاستعداد لمواجهة الكوارث من خلال تبادل المعرفة والخبرات، ووضع سياسات تأمين موحدة تتناسب مع خصوصيات المنطقة.

هل لديكم أي اقتراحات أو تمنيات من هيئة الرقابة على شركات التأمين؟

نؤمن بأن العلاقة بين شركات التأمين وهيئة الرقابة هي علاقة تكاملية تهدف إلى تعزيز قطاع التأمين وتطويره بما يخدم الاقتصاد الوطني ويحمي حقوق المتكافلين. ومن هذا المنطلق، نأمل أن يتم العمل على إصدار قانون خاص بشركات التأمين الإسلامي، بحيث ينظم أعمالها بشكل أكثر وضوحًا، ويتماشى مع طبيعة منتجاتها وأحكام الشريعة الإسلامية الغراء. كما نرى أهمية إعادة النظر في التعرفة التأمينية، بحيث تكون أكثر انسجامًا مع تطورات السوق ومتطلبات الاستدامة المالية لشركات التأمين، مما يضمن تقديم خدمات عادلة ومناسبة للمتكافلين دون الإضرار باستقرار القطاع. بالإضافة إلى ذلك، نأمل أن يتم العمل على إنشاء محاكم متخصصة في التأمين، الأمر الذي سيسرّع عملية الفصل في النزاعات التأمينية، ويضمن تحقيق العدالة بكفاءة وفعالية أعلى لجميع الأطراف.

ما هي آخر إنجازاتكم وخططكم المستقبلية؟

الصمود والبقاء، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، هو أبرز إنجازاتنا خلال الفترة الماضية، في ظل التحديات الصعبة التي فرضها العدوان على غزة. فرغم الظروف الاقتصادية الضاغطة وفقدان العديد من القطاعات لمصادر السيولة، استطعنا في شركة التكافل الفلسطينية للتأمين مواصلة العمل والحفاظ على استقرارنا التشغيلي، حيث تمكنّا من الحفاظ على مستوى أدائنا، مما يعكس متانة مركزنا المالي وإدارتنا الفعالة للمخاطر. كما واصلت شركة التكافل للتأمين توسيع نطاق خدماتها، من خلال تحويل بعض المكاتب إلى فروع، مما يعزز قدرة الشركة على الوصول إلى شريحة أكبر من المتكافلين، تماشيًا مع مبادئ الشمول المالي.

المؤشرات المالية البارزة:
رغم تداعيات الحرب والعدوان على غزة، والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية، وتأثيرها المباشر على الاقتصاد الفلسطيني المنهك، حيث فقد الاقتصاد الفلسطيني منذ بداية أكتوبر 2024 أهم مصدرين للسيولة النقدية، وهما رواتب القطاع الحكومي وأجور العمال داخل الخط الأخضر، فقد تمكنت شركة التكافل للتأمين من تحقيق نتائج مالية متميزة، سواء على مستوى الإنتاج أو الأرباح أو الاحتفاظ بسيولة عالية، مما يعكس مركزًا ماليًا قويًا ومتينًا يمكّنها من مواجهة التحديات المختلفة.
ووفقًا للنتائج المالية المفصح عنها بتاريخ 30/09/2024، فقد بلغت:
      •     إيرادات عقود التأمين: 41.58 مليون دولار
      •     صافي الربح: 1.37 مليون دولار
      •     الرصيد النقدي: 18.37 مليون دولار
مما يمنح الشركة قدرة عالية على الوفاء بالتزاماتها تجاه العملاء والموردين والموظفين بكفاءة وفعالية.

خططنا المستقبلية:

نتطلع إلى تعزيز بنيتنا الإلكترونية لتتكامل مع الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لنا بتحليل المخاطر بدقة أكبر وتقديم خدمات أكثر كفاءة. كما نواصل العمل على تطوير خدماتنا بما يتماشى مع متطلبات السوق، مع الالتزام التام بالمبادئ الإسلامية التي تمثل جوهر عملنا.
كما تولي إدارة الشركة اهتمامًا خاصًا بتنويع مصادر الدخل، من خلال التركيز على الاستثمار كمًا ونوعًا، وهو ما يشكل روافد ودعائم مالية جديدة للشركة، تعزز من استقرارها المالي وقدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية.